الأحد، 19 أكتوبر 2014

شارع ..



بين شرفتها و شرفتي شارعٌ يضيق بالحب و يتسع بالخصام، ترقد علي رصيفه ورودنا التي توقفت في منتصف الطريق , قصاصات الورق الملون التي إختطفتها يد الريح , النمل الذي يأكل فتات حلوانا، شظايا الزجاج التي أحدثتها حجارة النداء الصغيرة , لفافات الهدايا و أعقاب السجائر ، بقايا قهوتنا التي نتبادلها في قوارير المياه , الضحكات و الغمزات، دواوين الشعر الصغيرة التي إصطدمت بالسياج , بقايا العطر ، مناديل الغزل المكتوب علي عجل، القلوب المرسومة بأحمر الشفاه , القبلات المرسلة عبر الهواء , رسائل الشوق و أقلام الرصاص , مقالات الحب المنتزعة من المجلات القديمة و ما اهدتني من ثيابها الحميمة، ربطة العنق التي لا اجيد عقدها , العبارات التي لم تصل، كذباتنا في وجه المباغتة، اثار المارة الذين يتلصصون همسنا و ما اختلسته من حسنها المختبئ خلف الستائر المواربة، متحف عشق عاش أعواماً ثلاث , كل ما رمينا به من شرفة إلى شرفة و لم يصل عبر الشارع الذي كان ضيقاً بالحب و أتسع بعد عام ليصبح طريقاً سريعاً شاسعاً بالخصام .

ليست هناك تعليقات: