الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

ها هنا ..

ها هنا ..
في قاع هذه المدينة
امرأة جالسة تعد لحظات الهناء في عمرها
عدت من أعوامها اربعين
والايادي لم تزال معقودة اصابعها
معقودة لأن الاحزان أكلت أيامها
في مدينتي هذه ..
كل النساء كذلك
والرجال لا يعدون لأن المعول هدت أصابعهم
خضرت مواجعهم
في مدينتي هذه الضحك كالعنقاء خرافة
والحب سخافة
في مدينتي التي ألهم فيها سيدٌ والناس موالي
ممنوع أن تحلم فالحلم حق لا يملكه إلا الوالي
ذالك الذي من رحمته اقام جداراً يحجب ريح الخبز الناعم عنا
حتي لا يجرح قلب امرأة ثكلي
لا تملك ناراً تشعلها تحت القدر الفارغ
لا تملك يداً ترفعها صوب الله
لا تملك همساً لا يسمعه العسس الواقف بين الله وبين يديها
لا تملك غير الدمع الجاري علي ذكري خديها
غير يدٍ كالشوكة تبحث عن شئ كان يدعي ثدييها
في مدينتي هذه كل الساعات أنين
والميت يدفن عريان فحرام فيها التكفين
فالثوب الابيض نلبسه يوم العيد
يوم يحن الوالي علينا
بخبزٍ يكفي للتصفيق
يكفي لتقرأ أعيننا اخر قانون

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

هذا الليل


مهلاً أيها الحبُ تريث
فأنا أسمعُك
فلا تزعج الجيران
ثمة مرضي ومأرقين
بدء النعاس يداعب اجفانهم
ثمة لصوص
يسترقون السمع لانفاس النائمين
ثمة كاتب يأكل اطراف قلمه
بحثاً عن إلهام ضنين
ثمة غصن يبتهل من اجل قطرة ندي
يهديها وردته
ثمة قصيدة تولد في مخاض شاعرها بين ارتجاف وأنين
وثمة رجال يرصون حروف جريدة لن يقرأها احد
ثمة عاشقة تكتم انفاسها لتسمع صوت قطار الليل في مدينةٍ بعيدة
ثمة عابدٍ يتبتل
وقطة تتربص بلا ملل
وامٌ تهدهد طفلها لتلحق مواعيد الغرام
ومراهقة تناجي في الاحلام فارساً اضاع سيفه 
وضيعت قدماه الطريق
ثمة رجل يشعل النار لسفينة تائهة
علها تهتدي للمنار
ثمة صمت ثقيل يلف هذه المدينة
فلا تفضح بابي بطرقك هذا الليل
فأنا أيهاالحب تركت لك الباب مقتوحاً للمزار 
فادخل علي مهل
ورفقاً بقلبي أيها الحب 
فقد أضني شرايني الانتظار

الاثنين، 16 مايو 2011

وداع ..


أيُهَا الحُزنُ إحزِم حقائبكَ 
ولنُودِع بعضَنا هاهُنا
فلم يَعُد ثمَةَ شَيئِ بِيننا
خائنٌ أنا
وبائعٌ لوجهِ الفَرحِ القَادمِ أيَامَنا
فأنتَ وأنا .. لم نعُد أصدِقاء
أيُها الحُزنُ ودَاعاً
وإلي لا لِقاء ..