الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

ها هنا ..

ها هنا ..
في قاع هذه المدينة
امرأة جالسة تعد لحظات الهناء في عمرها
عدت من أعوامها اربعين
والايادي لم تزال معقودة اصابعها
معقودة لأن الاحزان أكلت أيامها
في مدينتي هذه ..
كل النساء كذلك
والرجال لا يعدون لأن المعول هدت أصابعهم
خضرت مواجعهم
في مدينتي هذه الضحك كالعنقاء خرافة
والحب سخافة
في مدينتي التي ألهم فيها سيدٌ والناس موالي
ممنوع أن تحلم فالحلم حق لا يملكه إلا الوالي
ذالك الذي من رحمته اقام جداراً يحجب ريح الخبز الناعم عنا
حتي لا يجرح قلب امرأة ثكلي
لا تملك ناراً تشعلها تحت القدر الفارغ
لا تملك يداً ترفعها صوب الله
لا تملك همساً لا يسمعه العسس الواقف بين الله وبين يديها
لا تملك غير الدمع الجاري علي ذكري خديها
غير يدٍ كالشوكة تبحث عن شئ كان يدعي ثدييها
في مدينتي هذه كل الساعات أنين
والميت يدفن عريان فحرام فيها التكفين
فالثوب الابيض نلبسه يوم العيد
يوم يحن الوالي علينا
بخبزٍ يكفي للتصفيق
يكفي لتقرأ أعيننا اخر قانون