الجمعة، 3 يونيو 2016

موعد


قالت .. لنا موعد
قلتُ .. لنا موعد
علي حافةِ غيمةٍ ما

فتعالي عاريةً
فأنا سأغزل لكِ ثوباً من ضياء
وأخيط لكِ من الندي وشاح
تحمله إذ تسيري بضعُ عصافير
لم تزل أصواتها عذراء
لم تشدو قبلك للشروق لا ولا لإطلالة المساء
تعالي حافية
إنتعلي قلبي
أو إنتعلي هذه القافية
فلنرقص معاً سيدتي تحت هذه السماء
حيث تعزف لأجلنا النجوم
من اول المساء
 لاخر المساء
أغلقي عينيك الان سيدتي
ضعي علي كتفي يدك
 وانصتي للحن
انه لحنٌ لم يغني قبلاً لاحد
انه لحنُ الابد
انها الحياة تدوزن ايقاعها
علي خطاك الراقصات
تعزف الان النجوم باصابعٍ من ضياء
وتاوهاتٍ من غسق
تنتظم لأجلك الان يا أميرتي اوتار الورود
ثمة شذيً يرن
ثمة نرجس علي ايقاع من رحيقٍ قد عبق
ثمة وميض ملائكي يقترب
كانما أجنحهتا التي في سبق
قد اغفت و نال منها التعب
غني لي الان
أني اسمعكِ
يترقرق صوتك الان
شئ مثل قوس قزح
شئ عذب يسيل
ملء الروح
كانما الف الف فراشة من نور
تحمله علي عرشٍ من ذهب
صوتك سيدتي
يكسو الكون
و يتركني
في غمرة من سُكر
كانما إحتسي قلبي خمراً من شُهب
قبليني
أغمضي يا أميرتي عيناك الجميلتان
ثم صبي علي شفتي خيط اللهب
فربما تضن علينا الحياة برقصة اخري
وربما نعرف يوماً ان موعدنا لن يأتي
او انه غافلنا يوماً وذهب .

زهايمر

مؤامرة الذاكرة و النسيان

لأن الذاكرة سيدة مترفة تمتلك من المقتنيات أكثر مما تحتاجه و تقضي جُل يومها في ترتيب مقتنياتها و تصنيفها و تلميعها و إعادة طلائها احياناً بالوان غير الوانها الحقيقية و وضعها في أرفف خزائنها التي كان قصرها يزدحم بها يوماً بعد يوم و احياناً رمي بعض الأشياء خلف أشياء أخرى  و تنفق معظم امسيات مللها في تفقد معاني أشيائها و إلباسها  ما يناسبها من ثياب جديدة حتي و إن كانت تلك الثياب لا تناسب  الأشياء،  و لأن كل هذا العمل كان  يسبب لها الانهاك  فقد قامت السيدة المدعوة الذاكرة بتوظيف  النسيان كعامل لديها يقوم بتنظيف ورمي ما تعتقد  الذاكرة أنه لم يعد ذو جدوي،  عاشت الذاكرة و هي راضية لفترة طويلة بخدمة النسيان المتقنة مع تجاهلها  لبعض الهنات القليلة التي يرتكبها النسيان بنية حسنة حين يرمي بعض الأشياء التي تعتقد الذاكرة أنها مهمة و احياناً تتمكن من ايجادها او تعويضها باشياء مشابهة و في احيان اخري تكتشف انه كان محقاً في رميها،  و لكن شيئاً فشيئاً توترت الاجواء في القصر  فالذاكرة المترفة كانت تبدو غير منطقية للنسيان و تتصرف بشئ من التعالي غير المبرر و العبث احياناً  فهي ترهقه بحصولها كل مرة علي أشياء جديدة  يري النسيان  أنها غير مهمة،  بل غير ذات جدوي و احياناً  يثور النسيان بسبب احتفاظها باشياء تافهة بل ورمي اشياء مهمة جداً احياناً في انتقائية لا تحتكم لاي منطق او فلسفة مفهومة و محددة و انما فقط بالاعتماد علي سلطتها المطلقة و حقها في ان تتصرف و فق ما تهوي طالما هي التي تدفع قيمة ما تشتري و تدفع راتبه مقابل طاعته المطلقة،  لاحقاً اصبح الامر لا يطاق فقرر النسيان ترك العمل لديها و لكنه عاد بعد عدة ايام  للعمل من جديد بسبب انه لم يجد عملاً  اخر في اي مكان،  فهو لم يكن يملك اي مؤهلات تمكنه من كسب رزقه سوي العمل الوحيد المتوفر لدي هذه السيدة المختالة بنفسها التي تدعي الذاكرة كما انه شعر بالاسي عليها عندما عاد ووجدها غارقة في ركام اشيائها التي لا تنتهي و بعد فترة قليلة من الانسجام و التوافق في تصنيف الاشياء التي يجب رميها و تلك التي تستحق الاحتفاظ بها عادت الامور الي ما كانت عليه و عاد عبث الذاكرة و اوامرها المتضاربة،  ارمي هذا،  لا ليس هذا،  بل ذلك.  دع هذا و تخلص من هذا لان لدي ما يشبه هذا  و لكن بالوان اخري  و هذا الشئ قيم لانه مرتبط بشئ اخر هام،  اذاً ارمي ذلك الاخر ثم بعد قليل تعود الذاكرة للسؤال عن شئ امرت برميه قبل ايام قد تطول في بعض الاحيان  دون ان تكون قادرة علي تحديد ما هو.  كل هذا العبث كان يدفع بالنسيان نحو حافة الجنون،  كان ذلك قبل ان يقرر ان يعتمد في لحظة طيش علي اعتقاده الشخصي عن ما يجب التخلص منه و ما يجب الاحتفاظ به ،  كانت لحظة فارقة عندما اكتشف متعة العبث بسيدته و الاستمتاع برؤيتها و هي تدور حول نفسها باحثة عن شئ لا تعرف ما هو و اين وضعته،  كان يباغتها و هي حائرة تتلفت في منتصف موقف محرج تحاول ان تجد اسماً او وصفاً او معني او اي من اشيائها التافهة.  غضبت السيدة كثيراً و لعنت خادمها و لكن لم تقدر علي طرده بعد ان جربت حجم الفوضي الكارثية التي خلقها تركه للعمل في المرة السابقة و تراكم الاشياء في قصرها الجميل بما في ذلك  البغيض منها،  لهذا حاولت ان تصل لتفاهم معه و في بعض الاحيان معاقبته علي اهماله للعمل وفق المعايير التي تضعها و التي لم تكن هي نفسها قادرة علي تحديدها او الالتزام بها و عندما فشل الامر حاولت ان تكون مرنة و تستجيب للامر  بطريقة ذكية ،  فكانت تحاول ان تحتفظ بالاشياء الهامة و الغالية بعيداً عن يده و تترك له ممارسة عبثه فقط مع الاشياء التي تري انها غير ذات قيمة و لكنه استطاع الوصول حتي الي اغلي مقتنياتها قيمة لهذا حاولت تضليله باضفاء لون من عدم الاهمية علي ما هو مهم دون ان يأتي تكتيكها الجديد باي فائدة  فعبث النسيان اصبح امراً خطيراً و يفتقد لمنهج يمكن الاحتكام اليه او التنبؤ به كما انه اصبح لا يكتفي فقط برمي الاشياء بعيداً في هوة العدم بل اصبح يستمتع بتغيير معني و لون و ترتيب كل الاشياء بحيث لم تعد تستطيع الربط بينها  فتجد نفسها متورطة في استخدام اسم لشكل لا يناسبه و معني لاحساس ليس كما كان معناه في السابق.
 لقد ضربت الفوضي قصر الذاكرة المترف تماماً و فقدت سيطرتها علي زمام الأمور و مع مضي الوقت كانت وطأة العمر تزداد  و يزداد معها  اعتيادها  علي النسيان و تشعر اكثر بالامتنان نحوه و نحو خدماته رغم عبثه بل اصبحت تحس كانما هي في حالة تواطؤ  عبثي مزدوج يضفي علي ايامها شئ من اثارة مفقودة تتجلي في انقيادها المستسلم له، حتي ان الامر ليختلط علي من يشاهدهما  و هما مستغرقين في عبثهما اللانهائي في رمي الاشياء و اعادة طلائها و ترتيبها ووضع ما هو مهم خلف ماهو بلا قيمة فيظن من يراهما احياناً ان النسيان هو السيد المترف الذي يدفع للذاكرة مقابل عبثها بمقتنياته و احياناً العكس،  كل هذا العبث كان اقل ادهاشاً من ما حدث لاحقاً عندما اكتشف  النسيان ان متعته في العبث بمقتنيات سيدته هي وجه اخر لحب ظل ينمو داخله لسنوات قبل ان يصبح غير قابل للكتمان و في احدي فورات عبثه صارح سيدته بحبه المجهول العاقبة و لانها كانت و حيدة و تائهة في وسط ركام فوضي مقتنياتها التي اصبحت ترتاب في ان لها معني قاطع او مغذي يضيف لوجودها ذاته معني قررت في مجازفة اخيرة  ان تستجيب لعاطفة خادمها المشتعلة فمكنته من زمام نفسها جسداً و روحاً و لما احست ببذرة  مغامرتها تنمو داخلها وافقت علي رغبته في  الزواج بها  و لكنه اشترط تحت إلحاح موجة غيرة مفاجئة ان تقوم  برمي كل مقتنياتها الغالي منها و الذي بلا قيمة و هدم قصرها الباذخ و ان  ينتقلا للعيش في البرية الممتدة بلا حدود حيث تتشابه الاشياء و الصور و الايام و حيث لن يكونا في حاجة لكل تلك الكراكيب كما سماها و انها بعد حياة طويلة من مراكمة الاشياء  ستحيا فقط لتقاسمه السعادة و الاهتمام بطفلهما الذي اطلقا عليه اسم زهايمر.  

الاثنين، 30 مايو 2016

يا رفيق

يا رفيقَ العمرِ ... يا رفيق ..
وانا أقتفي خطوكَ في كل طرق ..
متوهماً رؤيا ذاك البريق ..
وأصغي للريح علها تحملُ صدي صوتكَ
او ترجع لسمعي بعضاً من حرفٍ أنيق ..
فاعذر قلبي يا رفيق ..
فما زال في قلبي  حريق ..

الثلاثاء، 17 مايو 2016

ترجمات من لغة لا أفهمها

لقد حلمت بك 
حلمت اني اذبحك 
غير انك لم تكن ولدي 
و لم اكن نبي 
حلمت ان الله لم يفتديك بشئ 
               ****
حلمت ان الله اوكلني بالجحيم 
و انك  لم تمت بعد  
و لكني اخترت لك افضل ما لدي من امكنة 
مكان لايطاق 
اخترت لك الاسوء علي الاطلاق 
               *****
لقد حلمت بك 
حلمت اني اقتلك 
اهديك وردةً  حمراء و طعنتين في الخاصرة 
حلمت اني اهديك طعنة في القلب 
تماماً مثلما فعلت    
                   *****
لقد حلمت بك 
حلمت اني اكرهك 
و انظر الي جثتك 
حلمت اني اقول  مبتسماً 
كم انت جميل!! 
و كم انا صادق في الاحلام.  
                                            

الاثنين، 22 فبراير 2016

الخميس، 30 أكتوبر 2014

بورخس...



تسعون عاماً في الظل و الظلام ، ثمانون ثمرة و نيف، ثلاثون عاماً تحت ظل السيف و العين المتربصة، ها أنت ترقد تحت قبر كتب عليه ( ما كان عليك أن تخاف)... ما كان عليك أن تخاف !!! ما كان علينا أن نخاف.


الجمعة، 24 أكتوبر 2014

أثر الغريب ....



أنادي من أنا؟
فيجيب الصدي غريب!!
أنادي من أنا؟
فيجيب المدي غريب!!
أنادي من أنا؟
فينبلج قمرٌ من قمري
ينسلخ قدرٌ من قدري
يسير بي عكس ما أريد
فأصيح لا
وأتبع أثري
أثر الغريب.







الخميس، 23 أكتوبر 2014

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

شظايا ..



أرتدي ثوبي الملكي و أسألها من أنا ؟ فتجيب , أنت أنت !!.. ثوب الفقير .. فتجيب ,  أنت أنت !! جبة الدرويش !! ريشة الهندي الحمر العجوز !! إزار الافريقي صائد النمور !! فراء الدب القطبي !! وجه المهرج الحزين !! ثوب الساحر الهندي القصير !! قناع المغول !! ... فتجيب , أنت أنت !!! و تظل تسخر مني و تعرفني حتي بعدما صارت شظايا زجاج ملون من أثر الدماء في يدي .