الأحد، 7 نوفمبر 2010

ذات مساء

 
ذات مساء ربما طيرٌ يطيرُ علي مهل
تستدِلُ عليه برفيفِ أجنحةٍ لا تكل...
ذات مساء ربما سحابةٌ وحيدةٌ تحت القمر
تصطفي شعاعين وترسلُ ظلاً واهياً وتمر...
ذات مساء ربما أنجمٌ بعيدةٌ ومبعثرة
تومضُ مثل وجنةٍ ترتعش بضحكةٍ جزلة...
ذات مساء ربما قمرٌ متبرجٌ أطل
توسدَ زرقة سماءك ثم ارتحل...
ذات مساء ربما نسمةٌ علي عجل
تُدللُ وجهكَ الذي بللته المُقل....
ذات مساء ربما امواجٌ من نْزِق
تستدرجُ روحكَ حتي الغرق...
ذات مساء ربما حنينٌ جارفُ حد الشبق
تهيله عليك ثم تمضي امرأةٌ من غسق...
ذات مساء ربما حزني عليك
تتركني سهامهُ بلا رمق....

الجمعة، 16 يوليو 2010

يا ذا المغني .....

الي محمد الامين 




سلمت أناملك الرقيقة تداعب الاوتار
تملأ مسمع الدنيا نغماً طروب
وسلم الشجي الدافئ الرنات يداعب مسمعي فأذوب
تتصاعد الانغام من صندوقك السحري حرفاً فحرف
تنساب عبر مداخل القلب الرهيف
تمسح الاحزن تجلو في تواترها جوهر الروح الشفيف
يا ذا المغني
إيه … من صوت تسربل بالشذي
فجر الإحساس في قلب الحياة أجج نارها بغير ريح
ثم اه وايه
من قلب تقلب في الظلام عمراً مديداً
ثم قام علي يديك يهب الحروف الصادحات
يسمو علي الترنيق
يعلو في فضاء الكون ثم يأوي اليك
الي الذي صوته شفقاً يلون فضاءات الحروف
حلماً يحلق كالبراق
يصعد الافاق
يحمل روحي التعبي علي أسراجه
فتذدان بروعتها السدوف

احلام

رأيت في ما يري النائم أنني ملك نائم يري في ما يري النائم أن عرافاً رأي الوزير, وزيري انا …
 الذي صنعته بيدي هذه .. يدي انا … ورفعته من عامة الشعب  شعبي انا … وجعلت له قصراً من قصوري انا … وخدماً من خدمي انا.. وحرسا ً من حرسي انا.. وإقتطعت له ارضا ًمن ارضي انا..
وبستانا ً و نهرا ً من بساتيني وأنهاري انا .. وجعلت له أغصانا ً في اشجاري انا .. وضروعا ً في ابقاري انا..
وأهديته من حكمتي وجعلت له عيدا ً وأغاني .
الوزير وزيري انا .. الذي أقسم أن يكون مخلصا ً للعرش عرشي انا .. قال لي العراف عرافي انا.. أنه يراه وقد جمع من الجيش فرسانا ً وجندا ً وحرس من الجيش .. ! جيشي انا .. وأنه إشتري قائد الحرس ورئيس العسس , حرسي وعسسي انا .. إشتراهما بالمال ,مالي انا .. وأنه رأهم جميعا ً يقفون خارج القصر, قصري انا .. ينادون به ملكا ً علي العرش عرشي انا .. أستيقظت من حلم الملك وحولي الوزير ورئيس الحرس وقائد العسس صحوت وانا اصيح انا الملك …
… انا الملك … ثم إستيقظت من حلمي انا … انا الوزير السجين منذ الف عام لأن عرافا ً رأي أن وزيراً سيحلم يوماً بأنه ملك يخونه وزيره الذي صدفة ً كان هو نفسه الملك . 

شخبطات

أديني في روحك شبرين
ارتاح فيهم يومين
يوم من تعب الجفوة ويوم من سهر العين
وقبل ما ارحل أكتب علي وريدك سطرين
الاول اني بريدك
والتاني سؤال و بين قوسين
( ممكن اعرف سكة قلبك بي وين ) ..؟
سطر اخير مشتاقين

عزف علي قيثارة الدهشة

ألان توقع قيثارتي
لحناً بطعم الدهشة الحلوة
تنثره كف الريح
غير اُبهة بقرع الضجة المرة علي طبل الاراجيف
الان تسكب عطرها الفواح أغنيتي
فتصحو ربة الزهر
تبلل شوق هدبيها لنور الفجر
ممتزجاً بحلم الليلة المفتوح صوب الغد
الان تندو يراعة الكلمات
تنزف روحها صبغاً يعطر هامة الصفحات
بالأحرف البيضاء
تحمل شارة البدء
بأن سيروا لساحة الاحلام تحدوكم زفة الاشواق
لأهبة بالف أمنية
فتعالوا ننسج الاحلام وننشرها ثوباً يزين الدنيا بالانوار والبهجة
فتذهب لوعة الاحزان
و تسقط راية الحرمان
و تغدو ايامنا فرحاً وعزفاً ناعم الرنات
علي قيثارة النشوة
ويدنو من مسامعنا غناء فراشة تمرح علي هام الندي المنثور
فوق جلالة الياسمين
فتشعله شوقاً وأحلاماً ونار هوي …

اعلان بيع


تري لو يوماً أردت أن أبيع ذاكرتي ………..
فمن ذا الذي يشتري عمراً من الخذلان … !؟
او يقايضني فيأخذها ويمنحني نعمة النسيان ….
او من تراه يغافلني …..
او بلا شئ يبادلني ….
فحتماً هو الخسران .

الخميس، 15 يوليو 2010

في مثل هذا الوقت

أذكره نعم أذكره .. ذلك الفتي ذو العينين الحزينتين والنظرة المتأملة .
كان يسكن في ذلك المنزل الذي يحيطه سياج عند نهاية الشارع جهة اليسار.
ذلك المنزل الذى نوافذه العالية تطل مباشرةً علي النيل والذى امامه تلك الشجرة التي نصفها داخل السياج حيث تعلق امه اقفاص عصافيرها الخضراء والصفراء والحمراء ونصفها الاخر خارج السياج حيث يعلق ارجوحة من الحبال تنتهي بخشبة مثقوبة الاطراف حيث كان يجلس وحيداً كل يوم في مثل هذا الوقت ووجه شطر النهر يراقب الشمس وهي تغرق ببطء في النهر منصتاً لصوت الطيورالعائدة الي اعشاشها مختلطاً بصوت عصافير امه والصوت الناعم للموج وهويداعب الضفة الرملية حيث يأتي من بعيد صوت غناء الصيادين وهم ينشرون شباكهم الكبيرة وصوت تصايح الصبية ( قوون المغربية احلي من مية )
وصوت الفتيات يمازحن بعضهن ويطوين حبالهن ويمسحن حجلتهن بينما بعضهن لازلن يقفزن وينحنين فوق وتحت الحبال متصايحات شمس قمر نجوم ليل وصوت النساء ينادين علي اطفالهن للدخول للمنازل فقد كادت الشمس تغرب بينما يلقي الراجل التحايا علي بعضهم البعض وهم يسحبون كراسيهم للجلوس للسمر واخرون يفرشون سجاجيدهم لصلاة المغرب بينما يعبق الجو برائحة البحر والريحان ورائحة الحليب وهو يغلي علي المواقد انه وقت شاي المغرب.
نعم اذكره فقد كان جاري قبل ان انتقل لهذا المنزل وقبل ان ينتقل هو وامه الي حيث لا ادري في مثل هذا الوقت حين يغبش الشتاء الجو وتبدو الشمس اكبرما يكون ويكتسي الافق بلون برتقالي يخالطه سحاب بنفسجي ورمادي داكن كان يبدو لي دوماً في مثل هذا الوقت اشبه بطائر عنقاء كبير حبس داخل قرص الشمس بيديه الممسكتان بحبال ارجوحته وساقاه المتدليتان ورأسه مائلاً قليلاً الي اليسار كأنه يصغي لصوت قلبه بينما تبطىء ارجوحته وكأنما يحركها النسيم
نعم اذكره وقد قلت ذلك مراراً لأشخاص غرباء مثلك جاءوا يسألون عنه عاماً بعد عام. في مثل هذا الوقت كان يبدو دوماً وكأنه ينبت من قرص الشمس لا أدري أكانت الشمس تهبط ام هو الذي كان يصعد حتي لا يبقي منه في الشمس إلا قدميه حينها كان يرمي برأسه الي الخلف في الوقت الذي تظهر فيه اولي نجمات الليل لحظتها تسود العالم حالة سكينة غريبة ويصبح العالم اكثر وداعة كأنما ام خفية ورحيمة تهدهده ثم فجأة يأذن الاذأن فيترك ارجوحته عائداً للبيت وكأنه سائراً في نومه.
هكذا دائماً كان يجيب ذلك الشيخ العتيق عندما اسأله كلما اتيت في مثل هذا اليوم كل عام لأشاهد الغروب هاهنا ومات دون ان يدري انني انا من كنت ذلك الفتي النحيل ذو العينين الحزينتين والنظرة المتأملة قبل ان أتوه في زحمة الايام .

مرحبا

مرحبا ايها العالم